فصل: معظم مقصود السّورة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم




.سورة البروج:

.فصول مهمة تتعلق بالسورة الكريمة:

.فصل في فضل السورة الكريمة:

قال مجد الدين الفيروزابادي:
فضل السّورة:
فيه حديث أُبي: «من قرأها فله بكلّ يوم الجمعة وكل يوم عرفة يكون في دار الدنيا عشر حسنات».، وحديث علي: «يا علي مَنْ قرأها كتب الله له بكلّ نجم في السماء عشر حسنات، ورَفَع له عشر درجات، وكأَنَّما صام بكل آية قرأها عشرة أَيّام». اهـ.

.فصل في مقصود السورة الكريمة:

.قال البقاعي:

سورة البروج مقصودها الدلالة على القدرة على مقصود الانشقاق الذي هو صريح آخرها من تنعيم الولي وتعذيب الشقي بمن عذبه في الدنيا ممن لا يمكن في العادة أن يكون عذابه ذلك إلا من الله وحده تسلية لقلوب المؤمنين وتثبيتا لهم على أذى الكافرين. اهـ.

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

.بصيرة في: {والسماء ذات البروج}:

السّورة مكِّيّة.
وآياتها اثنتان وعشرون.
وكلماتها مائة وتسع.
وحروفها أَربعمائة وثمان وخمسون.
وفواصل آياتها (قرط ظب جدّ).
سمّيت سورة البروج؛ لذكرها في أَوّلها.

.معظم مقصود السّورة:

القَسَم على أَصحاب الأخدود، وكمال ملكة الملِك المعبود، وثواب المؤمنين في جِوار المقام المحمود، وعذاب الكافرين في الجحيم المورود، وما للمطيع والعاصي من كرم الغفور الودود، والإِشارة إِلى هلاك فرعون وثمود.
والسّورة محكمة بكمالها. اهـ.

.فصل في متشابهات السورة الكريمة:

قال مجد الدين الفيروزابادي:
متشابه سورة البروج:
قوله: {ذَلِكَ الْفَوْزُ الكبير} {ذلك} مبتدأ، و{الفوز} خبره. و{الكبير} صفته.
وليس في القرآن نظيره. اهـ.

.فصل في التعريف بالسورة الكريمة:

.قال ابن عاشور:

سورة البروج:
روى أحمد عن أبي هريرة: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العشاء الآخرة بالسماء ذات البروج». وهذا ظاهر في أنها تسمى سورة (السماء ذات البروج) لأنه لم يحك لفظ القرآن، إذ لم يذكر الواو.
وأخرج أحمد أيضًا عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرَ أن يُقرأ في العشاء بالسماوات، أي السماء ذات البروج والسماء والطارق فمجمعها جمع سماء وهذا يدل على أنّ اسم السورتين: سورة السماء ذات البروج، سورة السماء والطارق.
وسميت في المصاحف وكتب السنة وكتب التفسير (سورة البروج).
وهي مكية باتفاق.
ومعدودة السابعة والعشرين في تعداد نزول السور، نزلت بعد سورة (والشمس وضحاها) وقبل سورة (التين).
وآيها اثنتان وعشرون آية.
من أغراض هذه السورة:
ابتدأت أغراض هذه السورة بضرب المثل للذين فتنوا المسلمين بمكة بأنهم مِثلُ قوم فتنوا فريقاً ممن آمن بالله فجعلوا أخدوداً من نار لتعذيبهم ليكون المثَل تثبيتاً للمسلمين وتصبيراً لهم على أذى المشركين وتذكيرهم بما جرى على سلفهم في الإيمان من شدة التعذيب الذي لم ينلهم مثله ولم يصدهم ذلك عن دينهم.
وإشعار المسلمين بأن قوة الله عظيمة فسيلقى المشركون جزاء صنيعهم ويلقى المسلمون النعيم الأبدي والنصر.
والتعريض للمسلمين بكرامتهم عند الله تعالى.
وضرب المثل بقوم فرعون وبثمود وكيف كانت عاقبة أمرهم ما كذَّبوا الرسل، فحصلت العبرة للمشركين في فتنهم المسلمين، وفي تكذيبهم الرسول صلى الله عليه وسلم والتنويه بشأن القرآن. اهـ.

.قال سيد قطب:

سورة البروج:
هذه السورة القصيرة تعرض، حقائق العقيدة، وقواعد التصور الإيماني.. أمورا عظيمة وتشع حولها أضواء قوية بعيدة المدى، وراء المعاني والحقائق المباشرة التي تعبر عنها نصوصها حتى لتكاد كل آية- وأحيانا كل كلمة في الآية- أن تفتح كوة على عالم مترامي الأطراف من الحقيقة..
والموضوع المباشر الذي تتحدث عنه السورة هو حادث أصحاب الأخدود.. والموضوع هو أن فئة من المؤمنين السابقين على الإسلام- قيل إنهم من النصارى الموحدين- ابتلوا بأعداء لهم طغاة قساة شريرين، وأرادوهم على ترك عقيدتهم والارتداد عن دينهم، فأبوا وتمنعوا بعقيدتهم. فشق الطغاة لهم شقا في الأرض، وأوقدوا فيه النار، وكبوا فيه جماعة المؤمنين فماتوا حرقا، على مرأى من الجموع التي حشدها المتسلطون لتشهد مصرع الفئة المؤمنة بهذه الطريقة البشعة، ولكي يتلهى الطغاة بمشهد الحريق. حريق الآدميين المؤمنين: {وما نَقَمُواْ منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد}..
تبدأ السورة بقسم: {والسماء ذات البروج واليوم الموعود وشاهد ومشهود قتل أصحاب الأخدود..} فتربط بين السماء وما فيها من بروج هائلة، واليوم الموعود وأحداثه الضخام، والحشود التي تشهده والأحداث المشهودة فيه.. تربط بين هذا كله وبين الحادث ونقمة السماء على أصحابه البغاة.
ثم تعرض المشهد المفجع في لمحات خاطفة، تودع المشاعر بشاعة الحادث بدون تفصيل ولا تطويل.. مع التلميح إلى عظمة العقيدة التي تعالت على فتنة الناس مع شدتها، وانتصرت على النار وعلى الحياة ذاتها، وارتفعت إلى الأوج الذي يشرف الإنسان في أجياله جميعا. والتلميح إلى بشاعة الفعلة، وما يكمن فيها من بغي وشر وتسفل، إلى جانب ذلك الارتفاع والبراءة والتطهر من جانب المؤمنين: {النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود}..
بعد ذلك تجيء التعقيبات المتوالية القصيرة متضمنة تلك الأمور العظيمة في شأن الدعوة والعقيدة والتصور الإيماني الأصيل:
إشارة إلى ملك الله في السماوات والأرض وشهادته وحضوره تعالى لكل ما يقع في السماوات والأرض: الله {الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء شهيد}..
وإشارة إلى عذاب جهنم وعذاب الحريق الذي ينتظر الطغاة الفجرة السفلة؛ وإلى نعيم الجنة.. ذلك الفوز الكبير.. الذي ينتظر المؤمنين الذين اختاروا عقيدتهم على الحياة، وارتفعوا على فتنة النار والحريق: {إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات- ثم لم يتوبوا- فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير}..
وتلويح ببطش الله الشديد، الذي يبدئ ويعيد: {إن بطش ربك لشديد إنه هو يبدئ ويعيد}.. وهي حقيقة تتصل اتصالا مباشرا بالحياة التي أزهقت في الحادث، وتلقي وراء الحادث إشعاعات بعيدة..
وبعد ذلك بعض صفات الله تعالى. وكل صفة منها تعني أمرا..
{وهو الغفور الودود} الغفور للتائبين من الإثم مهما عظم وبشع. الودود لعباده الذين يختارونه على كل شيء. والود هنا هو البلسم المريح لمثل تلك القروح!
{ذو العرش المجيد فعال لما يريد}.. وهي صفات تصور الهيمنة المطلقة، والقدرة المطلقة، والإرادة المطلقة.. وكلها ذات اتصال بالحادث.. كما أنها تطلق وراءه إشعاعات بعيدة الآماد.
ثم إشارة سريعة إلى سوابق من أخذه للطغاة، وهم مدججون بالسلاح.. {هل أتاك حديث الجنود فرعون وثمود} وهما مصرعان متنوعان في طبيعتهما وآثارهما. ووراءهما- مع حادث الأخدود- إشعاعات كثيرة.
وفي الختام يقرر شأن الذين كفروا وإحاطة الله بهم وهم لا يشعرون: {بل الذين كفروا في تكذيب والله من ورائهم محيط}..
ويقرر حقيقة القرآن، وثبات أصله وحياطته: {بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ}.. مما يوحي بأن ما يقرره هو القول الفصل والمرجع الأخير، في كل الأمور.
هذه لمحات مجملة عن إشعاعات السورة ومجالها الواسع البعيد. تمهد لاستعراض هذه الإشعاعات بالتفصيل. اهـ.

.قال الصابوني:

سورة البروج مكية.
وآياتها اثنان وعشرون آية.
بين يدي السورة:
* هذه السورة الكريمة من السور المكية، وهي تعرض لحقائق العقيدة الإسلامية، والمحور الذي تدور عليه السورة الكريمة هي حادثة (أصحاب الأخدود) وهي قصة التضحية بالنفس، في سبيل العقيدة والإيمان.
* ابتدأت السورة الكريمة بالقسم بالسماء ذات النجوم الهائلة، ومداراتها الضخمة، التي تدور فيها تلك الأفلاك، وباليوم العظيم المشهود وهو (يوم القيامة)، وبالرسل والخلائق، على هلاك ودمار المجرمين، الذين طرحوا المؤمنين في النار، ليفتنوهم عن دينهم {والسماء ذات البروج واليوم الموعود وشاهد ومشهود قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود} الآيات.
* ثم تلاها الوعيد والإنذار، لأولئك الفجار على فعلتهم القبيحة الشنيعة {إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق}.
* وبعد ذلك تحدثت عن قدرة الله على الانتقام من أعدائه الكفرة، الذين فتنوا عباده وأولياءه {إن بطش ربك لشديد إنه هو يبدئ ويعيد وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد}
* وختمت السورة الكريمة بقصة الطاغية الجبار (فرعون) وما أصابه وقومه من الهلاك والدمار بسبب البغي والطغيان {هل أتاك حديث الجنود فرعون وثمود بل الذين كفروا في تكذيب والله من ورائهم محيط} إلى نهاية السورة الكريمة. اهـ.

.قال أبو عمرو الداني:

سورة البروج مكية.
وقد ذكر نظيرتها في غير المدني الأخير والمكي ولا نظير لها فيهما.
وكلمها مائة وتسع كلمات.
وحروفها أربعمائة وثلاثون حرفا ككلم الانشقاق وحروفها.
وهي اثنتان وعشرون آية في جميع العدد ليس فيها اختلاف وليس فيها مما يشبه الفواصل شيء.

.ورءوس الآي:

{البروج}.
1- {الموعود}.
2- {ومشهود}.
3- {الأخدود}.
4- {الوقود}.
5- {قعود}.
6- {شهود}.
7- {الحميد}.
8- {شهيد}.
9- {الحريق}.
10- {الكبير}.
11- {لشديد}.
12- {ويعيد}.
13- {الودود}.
14- {المجيد}.
15- {لما يريد}.
16- {الجنود}.
17- {وثمود}.
18- {في تكذيب}.
19- {محيط}.
20- {مجيد}.
21- {محفوظ}. اهـ.